أكد رواد ورائدات أعمال أن «إكسبو 2020 دبي» قد فتح لهم منجماً من الفرص الاستثمارية المستقبلية وفتح أمامهم مجالات عدة للعمل والنمو، عبر الوصول إلى أفضل الشركات والموردين المشاركين في الحدث العالمي، من الانطلاق في 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 وحتى 31 مارس/ آذار 2022 الجاري.
وقالوا ل«الخليج»: إن حجم المشاركة الأقوى في تاريخ «إكسبو» أسهم في زيادة رقعة التواصل لعقد الشراكات والتعرف إلى توجهات ونماذج الأعمال الجديدة في ظل عالم يتغير اقتصادياً وسط التحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» الصحية العالمية، مشيرين إلى أنهم محظوظون بتدشين أعمالهم بالتوازي مع «إكسبو 2020 دبي».
قال محمد المزروعي، مؤسس شركة «سمارت سيرفيسيز»: ساهم «إكسبو 2020 دبي» في فتح العديد من المجالات أمام الشركات الناشئة في الإمارات، لاسيما العاملة في قطاعات الخدمات والسياحة والسفر والضيافة واللوجستيات، مشيراً إلى تمكن العديد من رواد الأعمال الاستفادة من هذه الفرصة عبر التواصل مع الدول والجهات المشاركة لتزويدها بالمنتجات والسلع والخدمات.
وأضاف المزروعي، على مستوى شركتي، قدمت «مؤسسة محمد بن راشد لتنميه المشاريع الصغيرة والمتوسطة» تخفيض رسوم تجديد الرخصة التجارية السنوية وتخصيص مكتب لشركتنا في مركز حمدان بن راشد للإبداع والابتكار، برسوم إيجار سنوية مخفضة واستشارات دورات تدريبية دورية مجانية لتطوير المهارات، فضلاً عن دعم المشاركات بالعديد من المعارض المهمة.
وقال مثلت أزمة «كوفد-19» تحدياً كبيراً لقطاع السياحة والسفر التقليدي لكنها كانت فرصة لشركتنا لتطوير منصة للجولات الافتراضية السياحية على سبيل المثال.
وأضاف، توجد فرص عدة لتقديم ابتكارات جديدة تساهم في تجاوز الأزمات، وتساهم في تطوير الأعمال، والفرصة المتاحة اليوم لنا في قطاع السياحة والسفر هي التوجه المتصاعد نحو تحول الأعمال التقليدية في قطاع السياحة والسفر إلى أعمال ذكية وإلكترونية وتوفير خدمات إضافية لتعزيز وتطوير الخدمات في القطاع والتي تسهم في استقطاب المزيد من السياح والتسويق السياحي للمعالم السياحية في الإمارات لاستقطاب السياح بشكل واقعي.
منصة للإلهام والتطور
أكدت حنان بن خلوق، المؤسس والمدير التنفيذي لشركةSustain Leadership ومنصة «توازن» أن إكسبو 2020 منصة للإلهام والتطور والتواصل واستشراف المستقبل واستكشاف ومعرفة المزيد حول ما يحدث في الأسواق، حيث تستعرض الدول المشاركة ابتكاراتها ومواردها ورؤيتها، وهنا يأتي دور رواد الأعمال الطموحين للسعي وراء التغيير والتطور والإبداع في رسم المستقبل وفق التطلعات من خلال هذا الحدث العالمي الكبير.
وحول أبرز الميزات التي تتمتع بها شركات رواد الأعمال بعد «كوفيد-19»، قالت: شهدنا تغيراً جذرياً في الاقتصاد، ما أثر في سوق التوظيف، وبالتالي دفع الأفراد إلى إنشاء شركاتهم الخاصة، ولاحظنا أن الشركات الناشئة تمتاز بسمات رئيسية عدة، منها تبنّي أحدث التقنيات والابتكار والإبداع، كما تعد الأفضل في التوائم مع التحولات الحاصلة في الأسواق.
وعن أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة حالياً أوضحت، أن أبرز التحديات التي تواجه الشركات في الوقت الراهن وبشكل أساسي، هي: مواكبة التغيرات التي تشهدها قطاعات الأعمال باستمرار، كما أن الأسواق أصبحت أكثر ديناميكية، ووتيرة التطور التكنولوجي أصبحت أسرع من قبل.
وبالإشارة إلى الفرص التمويلية المتاحة لرواد الأعمال حالياً، قالت: توجد خيارات تمويل عدة حالياً على المستويين، المحلي والإقليمي، إضافة إلى رأس المال الاستثماري والاستثمار المؤسسي، فضلاً عن العدد المتزايد من المستثمرين الملاك والتمويل الجماعي.
وقالت حنان بن خلوق: تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة ما يزيد على 90% من إجمالي الشركات في الإمارات، إلا أنها تحصل على حصة منخفضة من المشتريات الحكومية، مقارنة بالشركات الكبيرة، حيث تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة حواجز، منها: تقديم العروض والتمويل وغيرها من المسائل المالية والإدارية التي تطلبها الجهات الحكومية، وأعتقد أن العديد من الحكومات باتت تدرك أن أفضل طريقة لتعزيز منظومة الشركات الناشئة، هي تخصيص بعض الحصص للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث أصبحت هذه الجهات أكثر وعياً بالدور التي تلعبه في مساعدة الشركات الناشئة على رفد نموها بطرق أكثر استدامة، بغض النظر عن الاحتضان والتمويل الأولي.
الصورة
وأعتقد أن التحول الرقمي والاعتماد على التقنيات الجديدة سيمكن الشركات الناشئة من الوصول إلى الجهات الحكومية، لقدرتهم على توفير حلول ابتكارية بأسعار مقبولة، ونأمل أن نرى المزيد من الجهود من صانعي السياسات التي تمكن أصحاب المشاريع الصغيرة عبر نماذج الشراء التفضيلية.
وعن أهم النصائح لتجنب التعثر المالي في الشركات الناشئة حالياً، قالت حنان بن خلوق: إن الفكرة المبتكرة تعد إحدى أهم الخطوات لبداية مشروع ناجح، وأظهرت الدراسات أن عدم توفر استراتيجية مالية سليمة ساهم في فشل نحو 90% من الشركات خلال السنوات ال 5 الأولى للبداية، لذلك يعتبر التخطيط والإدارة التمويلية العامل الرئيسي لاستدامة الشركات الناشئة.
ووجهت حنان بن خلوق بعض النصائح لتجنب التعثر المالي للشركات الناشئة تركزت على ضرورة وجود شخص لديه خبرة بالإدارة المالية ووضع الميزانية وتوقع الإيرادات والأرباح وإدارتها بكفاءة وضبط النفقات وتقييمها ومراجعتها بصورة مستمرة.
التواصل مع منصات الأعمال العالمية
وقالت ستيفي لوماس الرئيس التنفيذي ل«ذا كاميل سوب فاكتوري»: يوفر «إكسبو 2020 دبي» فرصة مثالية لنمو الأعمال الناشئة، لاسيما في قطاعات السفر والضيافة والسياحة، خاصة أن الحدث مرتبط بفترة زمنية محددة.
وتكمن الفرص الحقيقية من خلال التواصل مع منصات الأعمال المعنية، ومن خلال الأحداث التجارية التي تقام يومياً خلال الحدث.
وأضافت، تسبب «كوفيد-19» بظهور العديد من العقبات أمام العديد من الشركات، لكن في الوقت نفسه وفر فرصاً جديدة في مجالات عدة، إذ نشهد في الوقت الحالي طفرة في الشركات الجديدة التي تقدم حلولًا قائمة على التكنولوجيا في مجالات مثل: العمل والتسوق من المنزل.
وتعتبر الصحة والتعليم والتسوق عبر الإنترنت وتسليم الطلبات من القطاعات الرئيسية التي تنمو بسرعة، حيث تقوم الشركات بتقديم خدمات تتميز بالمرونة والسرعة في الاستجابة لظروف السوق المتغيرة.
وأوضحت أن التحدي الأكبر للشركات الناشئة هو الحصول على التمويل، لذا من الضروري الاستعانة بأشخاص قادرين على تقديم حلول إبداعية للتغلب على هذا التحدي.
ويمكن تخطى التحديات الأخرى من خلال التخطيط وتعزيز التدفق النقدي والمرونة في تغيير الخطط وتخفيض التكاليف ووجود خطة عمل واضحة وخطة بديلة دائماً.
وقالت: يقدم بنك الإمارات للتنمية حلولاً تمويلية مبتكرة وفعالة للغاية من حيث الكلفة للشركات المحلية، خاصة تلك العاملة في قطاعات مثل التصنيع، بعد مراجعة عروضه للشركات الصغيرة المحلية، كما أن خيارات التمويل الجماعي لا تزال واحدة من الخيارات، عبر تقديمها حلولاً للتدفق النقدي، وهناك شركات تقدم فرصاً لزيادة السيولة، مقابل الحصول على نسبة من المبيعات ويوجد ومؤسسات وشركات معروفة يمكن الاستعانة بها في هذا الشأن.
وأكدت لوماس ضرورة الاطلاع على التدفق النقدي بشكل مستمر والتخطيط للعجز المحتمل في وقت مبكر ووجود خطة عمل مرنة لعدم حصول تعثرات مالية.
الوصول إلى الفرص
من جانبها، أكدت سارة الشماع، المؤسس والمدير التنفيذي، شركة «سيترون» أن «إكسبو 2020 دبي» يتيح العديد من الفرص الكبيرة، خاصة في ظل وجود عدد كبير من الأفراد في الدولة الذين يبحثون عن المنتجات والخدمات، ويعتبر الحدث العالمي فرصة كبيرة لأي رائد أعمال يبحث عن عملاء أو شركاء، لاسيما من خارج الإمارات بأن هذا الحدث العالمي منجم للفرص.
ويوفر «إكسبو 2020 دبي» أيضاً فرصاً لأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة للترويج لأعمالهم من خلال الأنشطة والفعاليات والمعارض والتواصل مع عدد من الأفراد في جميع القطاعات للوصول إلى فرص الاستثمار.
وأشارت الشماع إلى التواصل المباشر مع المعنيين في مجال ريادة الأعمال، والاستفادة من خطط الدعم والتحفيز الذي تحظى به سيدات الأعمال في الإمارات لأعمالهن الخاصة، فيما الشركات التي نجحت واستمرت خلال أزمة «كوفيد-19» شهدت نموا كبيراً خلال 2021، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو خلال 2022، حيث إن الأمور متجهة إلى المزيد من الاستقرار في دولة الإمارات.
إضافة إلى ذلك، فإن بعض الشركات التي تم تأسيسها خلال أزمة «كوفيد-19» تقوم بالعديد من الأعمال الإبداعية، حتى إن بعضها ينمو بوتيرة عالية، وهذا ما يؤكد أن هناك مجالاً لتقديم أشياء مختلفة وجديدة عند ممارسة الأعمال التجارية، كما أن هناك بعض الشركات التي اعتمدت على فرق عمل تعمل عن بعد، نجحت في التوسع، حيث إن هذا الشيء كان غير مألوف قبل الوباء.
وقالت الشماع: يعتبر استقطاب المواهب من التحديات التي تواجه الشركات النامية، خاصة تلك التي تحتاج إلى التوظيف بشكل سريع، ومن هنا، يعتبر إيجاد الشخص المناسب تحدياً خاصة في نظام العمل عن بُعد، ويمكننا القول إن غرس ثقافة العمل في الموظفين مع بيئة العمل الجديدة هو مهمة شاقة.
إن ضمان نجاح الأعمال يكون من خلال التأكد من أساسيات العمل وضرورة سير العمليات بشكل صحيح، حيث إن عدم إعداد الأشخاص بشكل جيد قد يؤدي إلى تأثر العمل وتوقفه.
وإن تحمل المخاطر المتوقعة، والاستثمار في الأنظمة، وتوظيف الأشخاص المناسبين، تساعد على امتلاك ثقة كافية بعالم الأعمال، ويمكن لهذه الأشياء أن تساعد الشركات في الحفاظ على نهج أكثر استدامة للتحديات القادمة.
وذكرت الشماع أن الاستعانة بالأصدقاء والمستثمرين وجهات رأس المال المخاطِر، أمر محبذ للحصول على تمويل الشركات الناشئة في البداية، فيما لا تعتبر البنوك الخيار الأمثل للشركات الناشئة، بسبب ارتفاع معدل الفائدة والحاجة إلى ضمانات كافية عند الاقتراض من البنوك.وأشارت الشماع إلى ضرورة التركيز على تحقيق النمو في إجمالي المبيعات خلال السنوات الأولى للمشروع، والتأكد من إدارة التدفق النقدي بشكل جيد وإدارة الإيرادات لتجنب التعثر المبكر للمشروع.
الصورة
1
حدث يجمع العالم
بدوره، قال محمود أكرين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «جوبازار»: إن «اكسبو2020 دبي» فرصة ومحفز اقتصادي كبير، لاسيما للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث يجمع العالم في منطقة واحدة، وكل دولة توجد فيها المكاتب التجارية الخاصة بجميع الجهات الحكومية لهذه الدولة التي بدورها تقوم بتزويد الشركات بكل المعلومات.
وأضاف، تتمتع الشركات الناشئة في دولة الإمارات بالبنية التحتية التي صممت لتساعد هذه الشركات في النمو المتسارع عن طريق تقديم مختلف تسهيلات مجتمع الأعمال من خدمات الترخيص الفورية المتاحة، مثل منصة استثمر في دبي، إضافة إلى استضافة الحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي» والنموذج التي تم تقديمه من قبل الدولة منذ انطلاقه، والذي بدوره جلب العديد من الاستثمارات الأجنبية إلى الدولة، وكذلك خفف من التأثيرات الاقتصادية المباشرة في الشركات بشكل عام، والناشئة بشكل خاص.
وأضاف أكرين، من وجهة نظري أن أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة هي قلة المعرفة والدراسة للأسواق وبشكل دقيق قبل دخولها أو طرح منتج جديد، إضافة إلى نقص الخبرات المؤهلة في مجال العمل، خصوصاً التقنيات الحديثة.
وتابع، تعمل دولة الإمارات بصورة مستمرة عل تطوير بيئة الأعمال وإطلاق المسرعات لدعم الشركات الناشئة والتي بدورها سهلت الحصول على دراسات الأسواق وتسهيل التواصل مع الجهات الحكومية كافة، فيما أعلنت جهات حكومية عن محافظ ضخمة لضخ استثمارات في هذه الشركات.
وأوضح أكرين، ينبغي أن تتمتع الشركات الناشئة برؤى وأفكار واضحة واستراتيجية قوية كي تنجح، إضافة إلى عدم الإهمال والمتابعة الدقيقة لخطوات العمل لاسيما في الأمور المالية.
أولوية خاصة للشركات الناشئة
أعطى «إكسبو 2020 دبي» الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات أهمية كبيرة عبر تخصيص 20% من النفقات المباشرة وغير المباشرة في الحدث لهذه الشركات، حيث بلغت قيمة العقود التي منحها لهذه الشركات حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2020، نحو 5.12 مليار درهم، وتجاوز عدد المؤسسات المسجّلة للعمل مع «إكسبو 2020 دبي»، 46 ألف مؤسسة من أكثر من 180 بلداً، وتمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة نحو 54% من مجموع الشركات المسجّلة لدى إكسبو 2020، وقد نالت 55% من عقود إكسبو 2020.
وقدم «إكسبو 2020 دبي» للشركات الناشئة تسهيلات شملت الإعفاء من مبلغ التأمين الابتدائي وضمان الدفعة الأولى ومنح المتعاقدين دفعة مقدمة تعادل 50% من قيمة السلع والمنتجات، و25% من قيمة الخدمات.
وأطلق «إكسبو 2020 دبي» برنامج التراخيص والتجزئة لتوفير مجموعة كبيرة ومتنوعة من المنتجات الرسمية لنحو 50 شركة مرخّصة رسمياً؛ لعرض منتجاتها أمام ملايين الزوار من أنحاء العالم خلال فترة الحدث.
ودشن «إكسبو 2020 دبي» منصة «السوق الإلكتروني» المجانية لتسهيل التواصل والتعاون والتنافس بين الشركات في أنحاء العالم من أجل فرص الأعمال، حيث يمكن للموردين التعرف إلى فرص الأعمال المتاحة ضمن سلاسل التوريدات للحدث، وغيرها.